-
هل يُمكنك أن تُحدد لنا موقع العلوم التقنية والرقمية في رؤية مشروع نيوم الطموحة ومدى تكاملها مع نجاح المشروع؟
تُعد العلوم التقنية والرقمية أحد ركائز رؤية نيوم التي تطمح إلى بناء أول مجتمع إدراكي حول العالم، ومهمتنا هنا في نيوم هو أن نجعل هذا الأمر واقعاً، عبر تصميم نظام إدراكيٍ تقني ونظام حوسبة مواكبٍ للمستقبل وآخر تطوراته ومستجداته في مجال التقنية والرقمنة، إلى جانب منصةٍ ذكيةٍ عالميةٍ تتميز بالشمولية والتلقائية والقدرة على التنبؤ.
أضف إلى ما سبق أننا نعمل على بناء شبكة من الشركاء لمساعدتنا في ابتكار مختلف الحلول وتطوير الأجهزة وتسريع التقدم البشري عبر تحسين التجربة الإنسانية. كما نطوّر أدوات الخصوصية ونطرح خياراتٍ للحلول، وهذا كله حجر أساس لبناء عالم إدراكي موثوق يفهم كل فرد على حدة.
-
ما هي المشاريع الأولى من نوعها التي تعمل عليها مع فريقك؟
لم نُعلن بعد عن مشاريعنا الأولى من نوعها في العالم، لذا ترقبوا موعد الكشف عنها. لكن، بالنظر إلى الترابط الهائل في العالم والتقنيات الحديثة وقوّة الحوسبة التي باتت جزءاً جوهرياً من جميع الأنظمة، هناك مساحة واسعةٌ لمشاريع جديدة فريدةٍ من نوعها لنُسبغ على الواقع بُعداً افتراضياً ونبعث في العالم الافتراضي روح الواقع.
-
تهدف نيوم إلى بناء مجتمع مرن. هلّا شرحت لنا معنى ذلك وكيف سيكون بناء هذا المجتمع ممكناً؟
إن تحدثنا عن الأمر من وجهة نظر تقنية، فهذا يعني خلق بيئة مترابطةٍ ذكيةٍ ومرنة، تتناغم فيها جميع العناصر معاً لتمنح المستخدم تجربةً شخصيةً، شاملة وتنبؤية عبر خدماتٍ ذاتية تُعزز جودة الحياة اليومية.
أما من وجهة نظرٍ اجتماعية، فحين نقول إننا نسعى لبناء مجتمعٍ مترابط، فهذا يعني أننا نود بناء مجتمعٍ يتعاون أفراده بلا حواجز ولا قيود، يتمتع فيه الجميع بحُريّة كونهم على سجيتهم. وتحث نيوم على هذا المبدأ وتحتضن اختلافات الأفراد وتفردهم، وتمكّنهم من عيش الحياة التي طالما حلموا بها بتناغم مع الطبيعة والتقنية ومع بعضهم بعضاً.
-
يبدو أن الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي يُشكل تحدياً كبيراً، هل لك أن تشرح لنا ببساطة كيف يُمكن تطبيق نظام الذكاء الاصطناعي على أرض الواقع؟
هو كذلك فعلاً، ولهذا السبب نستقطب ألمع العقول من مبتكرين ومبدعين لمساعدتنا في مواجهة هذا التحدي وتطبيق الذكاء الاصطناعي على كل مناحي الحياة. بالنسبة لنا، سيتطلب الأمر ذكاءً هائلاً وقدرةً كبيرةً على الابتكار وحل المشكلات. أما بالنسبة للمستخدم، فسيكون الذكاء الاصطناعي نظاماً شاملاً وتنبؤياً وستصبح الحياة أسهل بكثير مما كانت عليه.
-
ما هي فرص النمو الجديدة التي سيتيحها بناء منظومة إدراكية؟
بحسب ما نراه اليوم، فإن الروبوتات التي بات استعمالها منتشراً أصبحت مؤشراً على السرعة التي يتطور بها العالم، وهي مثال للقوة والسرعة والدقة في أداء المهام البشرية. كما أنها صالحةٌ للاستعمال في كل المجالات والصناعات والمهام التي يتطلب القيام بها قدرات عاليةً. وبالاستعانة بالروبوتات، نستطيع تحقيق ما لا يُمكن للبشر تحقيقه حتى على مستوى الحياة اليومية. ستعمل الروبوتات المتطورة على طرح حلول جديدة تُمكّن التناغم الحقيقي في العلاقة بين الإنسان والآلة، وتطوير هذا التناغم إلى علاقة ثقة وتعاون حقيقي.
-
ما هي فرص النمو الجديدة التي أتاحها بناء نظام بيئي إدراكي؟
من ضمن فرص النمو الذهبية التي ستتيحها البنية
التحتية للتقنية الإدراكية، تمكين أصحاب الأعمال من استغلال القدرات الحوسبية والتحليلات التنبؤية التي نُقدمها هنا في نيوم. نُشجع الابتكار دائماً وندعمه بكل ما أوتينا من مصادر وقدرات وطاقة، لا سيما فيما يتعلق بالحلول المعرفية التي تصبّ في تسريع تحقيق رؤيتنا.
ومع تسويق الحلول والمنصات، سنُنشئ الوظائف في تلك الشركات الجديدة، جنباً إلى جنب مع صناعة الخدمات التي ستنشأ لدعمها. ومع قيادة نيوم للابتكار المستمر للبقاء في الطليعة، ستستمر هذه الحلقة بالدوران في المستقبل. هناك فرص هائلة يمكن للمنظومة الإدراكية أن تفتحها للجميع في العالمَين الحقيقي والإدراكي.
-
هل تتوقع أن تتبنى دول العالم نموذج نيوم المبتكر للحياة المُعتمِدة على التقنية؟
على الرغم من أننا نشهد اهتماماً كبيراً من دول العالم بما نقوم به هنا وذلك بإبدائهم رغبةً شديدةً في اتباع نهجنا، إلّا أن الأمر ليس سهلاً نظراً لطبيعة البنية التحتية وغيرها من القيود. لذا أستطيع القول إننا محظوظون لأننا لا نواجه أي صعوبات في هذا الصدد. لكننا بالرغم من ذلك نوفر للجميع مجموعةً من النماذج التي تعتمد على التشغيل المتبادل، بما في ذلك منصتنا الإدراكية التي تُمكّن بقية الدول من تعديلها بما يُلبي احتياجاتها وإمكانياتها لبناء بيئات مترابطةٍ وذكيةٍ وغامرة للحواس، تطرح حلولاً تتمحور حول الإنسان. كما نُمكّن المشاريع الجريئة والفريدة من بناء مدن إدراكية من الألف إلى الياء عبر توفير أطر عمل جاهزة للتطبيق.
-
ما هو الجدول الزمني لتحقيق غاياتكم وأهدافكم؟
صحيحٌ أننا في المراحل الأولى، إلّا أن هذا المشروع من المشاريع التي تستمر مدى الحياة، إذ سنستمر في سعينا الحثيث للتطوير ومواكبة التطوّر في مختلف دول العالم فيما يخدم احتياجات نيوم ومصلحتها. وسيكون عام 2021م شاهداً على إطلاقنا عدداً من المنتجات والحلول التي ليست سوى نقطة البداية في رحلة دعم أهداف التنوّع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، إلى جانب إنشاء البنية التحتية الإدراكية التقنية وطرح حلولٍ تُساعد في جعل الحياة على هذا الكوكب أسهل وأفضل.
-
ما هو الإرث الذي تريد أن تتركه لأجيال المستقبل؟
إن ما يُميزنا في نيوم أننا لا نؤمن بالعمل العشوائي، بل نضع مستقبل الأجيال القادمة نصب أعيننا في كل عمل نؤديه. ما سنوفره لهم ليس مجرد فرصٍ وظيفيةٍ وقدرةٍ على السفر إلى الفضاء، إن العالم الإدراكي الذي نبنيه عالمٌ تنبؤيٌّ وشامل وشخصي يتماشى مع شتّى السياقات، وهذا سيقود الجيل القادم إلى قفزات نوعية في طريقة تطبيق التقنية لتحقيق نتائج أكثر شمولاً وإنصافاً واستدامة.
-
التجربة الإدراكية مبنية على الثقة، فكيف بالإمكان مساعدة سكان نيوم في تبنّي هذه الطريقة الجديدة للمعيشة؟
تُكتَسب الثقة عبر الزمن ونجاح الشراكات وتكرار التجارب، وينبغي أن يُمنح الآخرون وقتهم لمنحك إياها دون الإخلال بها فيما بعد. لذا سنُمكّن سكان نيوم من التحكم في خصوصية بياناتهم، عبر تحديد البيانات التي يرغبون بمشاركتها معنا والسماح لنا بحفظها، سواء في الأجهزة أو على المنصات، واختيار الغرض من ذلك، والسياق الذي يحيط بتلك البيانات.
حين يرى المستخدم أنك أهلٌ للثقة، سيمنحك إذنَ الوصول للمزيد من البيانات، مما سيساعدنا في تقديم خدماتٍ مخصصةٍ حسب احتياجات الأفراد، لتكون تنبؤيةً ومستقلةً في الوقت ذاته. وبما أن نيوم باتت الآن محط أنظار الجميع ويترقبون إنجازاتها، نتوقع أن يتبنّى سكان نيوم هذه الطريقة الجديدة للمعيشة، ولكن بطريقتهم وأسلوبهم.